عبدالرحيم شيحي ـ  هبة بريس

بعد محاولات عديدة من طرف الدولة البلجيكية لإقناع شركة "فورد" المتواجدة بمنطقة "لومبورغ بالبقاء مقابل بعض الإمتيازات و المساعدات كالتي حصلت عليها سنة 2003 حين هددت لأول مرة بالرحيل، رفضت الشركة كل المقترحات وحسمت أمرها قبل سنتين حين أعلنت أن 2014-12-31 هو آخر أيام العمل  بعد 50 سنة من العمل و الإنتاج في بلجيكا بمدينة "گِنْگْ"،  و اختارت المغادرة نحو إسبانيا بدل بولونيا حيث اليد العاملة و الضرائب و بعض المستلزمات أقل تكلفة من بلجيكا بكثير. و كانت شركة "فورد" قد غذت سوق العمل في منطقة "لومبرغ" بشكل جيد بعد قرار إغلاق مناجم الفحم الحجري في بلجيكا سنة 1988 . و اليوم مع إستمرار الأزمة الإقتصادية  و موجة قلة فرص الشغل التي تجتاح بلجيكا ستنضاف إبتداءا من نهاية شهر 12 من هذه السنة ما يقارب عشرة آلاف يد عاملة إلى سوق البطالة بسبب تراجع صناعة المنتوجات عند بعض الشركات الأخرى التي كانت لها علاقة بشركة فورد .

و من بين المتضررين من رحيل شركة "فورد" عدد كبير من المغاربة الذين  لم تكن في حسبانهم هذه المفاجأة الغير السارة حين أقدموا على أخذ قروض بنكية لشراء المنازل، منهم من يسدد ألف أورو شهريا مدة 25 سنة. و نُذكِّر أن العامل في شركة "فورد" كان يربح ما يقارب ألفين أورو في الشهر، فإذا خرج من سوق العمل سيصبح مدخوله الشهري لا يتعدى ألف أورو من تعويضات صندوق البطالة، و هنا تبدأ الأزمة الحقيقية مع تسديد القرض و  متطلبات الحياة الضرورية الباهظة التكاليف.

و في جديد الساحة السياسية البلجيكية جائت الحكومة الحالية ببرامج  و مقترحات تقشفية لم ترضي الطبقة المتوسطة، كالمس بعدة قوانين لإلغاء بعض الإمتيازات التي كانت تقدمها الدولة و رفع سن التقاعد إلى 67 سنة.. بالإضافة إلى النهج العنصري الذي شملته البرامج المتعلقة بالمهاجرين المسلمين بطريقة غير مباشرة. و يرجع السبب في إستمرار اللامبالاة بمطالب المسلمين إلى عدم اهتمام الجاليات المسلمة  المقيمة في بلجيكا بالشأن السياسي، و إلى ترشح بعض المغاربة و الأتراك مع أحزاب سياسية تحمل برامج ضد مصلحة الجاليات المسلمة، و هي في نظر بعض المتتبعين فقط مصيدة لإنتزاع  أصوات الناخبين المهاجرين دون إطلاعهم على البرامج السياسية.. خاصة في المناطق الفلامنية التي تتكلم اللغة الهولندية. و للتذكير فإن الحكومة البلجيكية الحالية التي خصصت لأول مرة وزارة للرفق بالحيوان قررت إصدار مرسوم قانوني يمنع ذبح الأضحية بدون طريقة الصعق الكهربائي إبتداءا من عيد الأضحى القادم.. و هو في نظر المراقبين فقط إستفزاز لمشاعر المسلمين لا يضيف أي قيمة إقتصادية لبلجيكا بقدر ما يضر بمصالح الفلاحين البلجيكيين. و يذكر أن غالبية المسلمين في  بلجيكا هم مغاربة و أتراك.

للمزيد من التوضيحات نترككم مع هذا الفيديو الذي سجلته هبة برس مع الناشط السياسي و الجمعوي و أحد أعضاء نقابة ACV ببلجيكا السيد مصطفى حراك.